Tuesday, March 6, 2007

أحلام قبل النتيجة


كانت ليلة مريعة على كل حال
استيقظت فيها ما يقرب العشر مرات ... مفزوعة .. أتلفت حولي يمنة ويسرة
لأتأكد أني قد خرجت سالمة من عالم الكوابيس .. مخيف هو هذا العالم
اعتقدت دائما ولا زلت أعتقد ... أن في عقلنا عالمين مختلفين
عالم الأحلام الرطبة الدافئة .. وهناك يسكن أحباؤك .. ويتكون من بساتين صغيرة .. محيطة بقليل من البيوت الهادئة الناعسة
أما العالم الآخر ... فهو عالم الكوابيس المفزعة .. سواد في سواد .. خراب ودمار وحرائق .. وحوش وبشر أقرب إلى الوحوش
أنيابهم بارزة .. يتقاذفونك .. كل منهم يريد أن يأخذ قضمة من جسدك الرطب الواهن
ولعلي أظن أن عالمنا .. هو أقرب كثيرا إلى عالم الكوابيس
وأبعد ما يمكن عن الأحلام الرطبة
على أي حال
هذه الليلة
قررت ألا أدخل أيا من العالمين
فكرت أن أنام ليلة هادئة خالية من الأفكار .. رغم أني أعرف أن وسادتي متخمة بالأفكار تماما كعقلي المسكين
كنت قد سمعت عدة أخبار ..مريبة .. مقلقة ... أقرب ما يكون إلى فيلم رعب
كانت كلها تتعلق بنتيجتي التي لم تظهر بعد
ورغم ذلك قررت أن أتناسى كل شئ وأي شئ
وفقط ... أناااااااااااااام
هذا لم يحدث طبعا ... بمجرد أن انتقلت من عالم الواقع إلى العالم الآخر
وتحول عقلي إلى صورته الأخرى
حتى شعرت بسكان العالمين يتجاذبونني
وفعلا .. دخلت ... إلى أين ؟؟ .. لا زلت لا أدري
بدأ الحلم .. ومازلت لا أعرف في أي العالمين أنا
فعالم الوحوش مخادع كالشيطان .. يتصور إليك في أجمل وأبهى وأحلى صوره
فقط كي يغريك بالدخول
لكني سرعان ما بدأت أكتشف أين أنا
بدأ الأمر بظهور نتيجة ما .. يبدو أنها نتيجة امتحاناتي التي حقا لا أرغب في معرفتها
تطل صديقتي من بعيد بعد أن كلفتها بأن تحضرها لي لأني لا أطيق النظر للنتيجة بنفسي
وفعلا ... جاءت الفتاة .. وجهها شاحب وعيناها لا تلاقي عيناي .. وبدأت كلامها
ب(الله سيعوضك عن هذا بالتأكيد ... ثقي في رحمة الله ... لعل هذا خير لكي)
هنا أيقنت تماما ما حدث
كما توقعت ... لم أستطع اجتياز المادة الملعونة التي تدعى الكيمياء العضوية
رغم أني توقعت هذا إلا أنني انهرت تماما وفقدت الوعي
وكانت هذه هي لحظة استيقاظي مفزوعة .. والدموع في عيني
شربت جرعة من الماء
وقررت أن أستكمل نومي لكن في هدوء هذه المرة
وعاد الفيلم من جديد
سكان العالمين يتجاذبونني ... وها أنا في أحدهما الآن
غريب ما يحدث!!!
اللحلم يتكرر ... لا ... لا أريد أن أرى هذا ثانية ... حاولت جاهدة الخروج .. حاولت فتح عيني
لكن دون فائدة
يبدو أنه لا مفر
لكن لاحظت هذه المرة أن صديقتي وجهها مشرق قليلا وتنظر إلي مبتسمة
وبانفعال قالت
(لقد أخبرتك أنك لا يمكن أن لا تجتازيه ... هاتي ما وعدتنا به بعد النجاح)
تهلل وجهي سعادة
وانتفضت من السرير مستيقظة
وجعلت أكلم نفسي ... كفاكي تفكيرا في هذا الموضوع
غدا يوم جديد .. والغد ليس ببعيد
قررت أن لا أنام ثانية
لقد حل النهار على أي حال
غادرت السرير وأنا أفكر ... ليت عالم الأحلام عالم واحد
ليتني فقد استطيع أن أمحو الكوابيس من عقلي الباطن
وتستمر الكلمات ... ما بقيت في القلب نبضات

No comments: