أختنــــــــــق

ليس الوقت لتجميل الكلام وتزويقه
إني أختنق
نعم أختنق
ومن الحيرة قلبي يتفتق
تتجاذبه الخطوب والآلام حتى انفلق
قلبي الصغير
آه عليك
اليوم أعود
إليه أعود
وطني
أو هكذا يقولون
أرض أجدادي
لكني سأترك هنا في الغربة قلبي
أهلي
أبي وأمي
ماذا أفعل
بماذا من المفترض أن أشعر
بسعادة العودة إلى الوطن
أم بتعاسة ترك الأهل
إني أختنق
وطني لا يستقبلني بالأحضان
بل بأشواكه يدميني
يدمي قلبي ويؤلمه
الغربة في الوطن أمر بشع
بشع إلى أقصى الحدود
وطني ... أرضي ... ولكنه في نفس الوقت غربتي
أشعر بسكاكين تنغرس في قلبي ... ينزف وينزف
حتى أنه من الألم نطق
بكى وصرخ
آه يا قلبي ... آه عليك
لا يسمع صراخك غيري
ولا يشعر بما فيك غيري
من قال أن الزمن يمحو الألم ؟؟
الألم لا يزول إذا الجرح لم يلتئم
وجرحي غائر
دموعي حائرة فوق خدودي
لقد سالت طويلا
حتى اضطررت لمنعها
أصبحت أحدثها
دموعي اصبري
بكائي يجرح من أحبهم
لا أستطيع جمع كلماتي
دموعي هي التي تتحدث
آه يا قلبي ... آه يا دمعي
ليت وطني يستقبلني بحضن دافئ
ليته يفعل
فلربما يخفف عني الوحشة والألم
آه يا وطني
أنا منك وأنت مني
ومع ذلك قسوتك تقتلني
تخنقني شيئا فشيئا
حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة