Tuesday, February 20, 2007

أنـــــــــ وحدة ــــــــــــــات


مازلت ساهرة أرقب مقدم الفجر وأنتظر نداءك أيها الطائر الصداح
وماكان ينبغي لي أن أنام... فما أحب مناجاتي إلى ربي في نفسي وفي قلبي
إذا جثم الليل ،وهدأ الكون ،ونامت الحياة ،وانطلقت الأرواح الهائمة في هذا السكون المظلم
صوت البوم على الأشجار العالية يبث الخوف في قلبي ، ولكنه مالبث أن اختفى
فما عدت أسمع إلا هذه الدقات المنتظمة التي تصدر عن الساعة غير بعيد
وهذه الدقات المختلفة المضطربة تصدر عن قلبي الحزين
وأنا آخذ أنفاسي بهدوء لألائم بينها وبين ماحولها من سكون
فلا أوفق لبعض ذلك إلا في مشقة وعناء
وأنا أنظر إلى هذه الأشياء من حولي فأراها هامدة ساكنة لاتعي ولاتفهم
وأمد عيني إلى المرآة أمامي فتعود إلي بصورة إلا تكن شاحبة بالية
فقد قضى بي الدهر ما قضى ،وأمضى بي العمر ما أمضى
فأغمض عيني فأرى تلك الصورة التي طواها الدهر ،إلا تكن رائعة بارعة
لا تخلو من نضرة ورواء وحسن تنسيق
عدت بذاكرتي إلى أيام الصغرحينما كانت الابتسامة لا تفارق وجهي
وأنا أجلس أمام تلك المرآة نفسها
آه... لطالما كانت الوحدة أكبر مخاوفي
كم مرة حلمت أني وحيدة ،أجوب العالم الخاوي وحدي ،أصرخ ولا يسمعني أحد
لأستيقظ على صوت أمي التي سمعت صراخي وهي تحتضنني لتهدئ من روعي
فأبتسم في راحة عندما أدرك أنه لم يكن سوى حلما
فجأة أفتح عيني.. الصمت يعم المكان
لقد عدت إلى الواقع... قد تقدم الليل حتى كاد يبلغ ثلثيه
ثم أنا أمضي إلى تلك النافذة فلا أكاد أفتحها حتى تمتلئ نفسي روعة وإجلالا
لتلك الأشجار النائمة ،والأزهار الغافية
والطيور التي تحلم في ثنايا الغصون
آه.... هجمت غيمة من الحزن لتعتصر فؤادي حتى أكاد أشعر بقلبي ينخلع من مكانه
فأنظر إلى نفسي وقد شوه البؤس واليأس والوحدة شكلي
وألقوا على وجهي ثوبا من الدمامة والقبح
رباه .... أنت وحدك تعلم مايسكنني من حزن لاذع
إن في أحداث الحياة وخطوبها لعظات وعبر!!
فلطالما خفت الوحدة في صغري
وهاهي أكبر مخاوفي تتحقق في كبري
فها أنا وحيدة
فيا ليته كان حلما!!!


وتبقى الكلمات ما بقيت في القلب النبضات

No comments: